مقدمة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علـي رسوله
الأمين وعــلى ألـــــــــه وصحبه أجمعين .
وبعد
أفاد المؤرخون أن الشائعات موجودة مع ظهور النشاط البشري في الأرض ،
حيث تطورت وتنوعت مع مختلف الثقافات التي وجدت بها ، ومثال ذلك الأساطير التي تنتقل
من جيل لآخر .
وتعتبر الشائعات من مظاهر الحروب النفسية التي تم استخدامها في الماضي
، وكذلك في الحاضر , بهدف إشغال الأعداء عن المشاكل الحقيقة والاهتمام بالمشاكل
المفتعلة.
وفي التاريخ الإسلامي أورد القرآن الكريم - كدليل على خطورة الشائعات – أمثلة عديدة للشائعات ، مثل حادثة الإفك التي حصلت لأم المؤمنين عائشة
بنت أبي بكر رضي الله عنها ، وإشاعة وفاة رسول الله عليه الصلاة والسلام في غزوة
أحد.
أما في عهدنا الحالي فنلاحظ سرعة انتشار الشائعات في وسائل التواصل
الاجتماعي الإلكترونية، مما يؤكد مرة أخرى على خطورتها، وضرورة التعامل العلمي
معها.
** وهذا
المبحث فيه عشرة مطالب على النحو الآتي :
المطلب
الأول : تعريف الشائعة
عرف العلماء الشائعات بأنها جمع شائعة ، والشائعات في اللغة أصلها من
الشيوع والانتشار ، ثم استعملت في الأخبار التي تنتشر ومن غير تثبت .
وفي الاصطلاح : هي النبأ الهادف
الذي يكون مصدره مجهولاً ، والشائعات هي الأفكار التي يتناقلها الناس دون أن تكون
مستندة إلى مصدر موثوق به يشهد بصحتها ، أو هي نشر خبر يحتوي جزءاً من الحقيقة , ولذا
فالشائعات لها أثرها على الفرد والمجتمع ، وعلى الأمن بوجه خاص .
وللشائعة عدة تعاريف منها :
* أنها كل قضية أو عبارة مقدمة للتصديق تتناقل من شخص إلى آخر دون أن
تكون لها معايير أكيدة للصدق .
* وتعتبر أيضا بث خبر من مصدر ما , في ظرف معين , ولهدف ما يبغيه
المصدر دون علم الآخرين , وانتشار هذا الخبر بين أفراد مجموعة معينة أو الأحاديث
والأقوال والأخبار التي يتناقلها الناس والقصص التي يروونها دون التثبت من صحتها أو
التحقق من مصداقيتها .
المطلب
الثاني : حكم الشائعة ومروّجها في الشرع
حرم الإسـلام إشاعة أسرار المسلمين وأمورهم الداخلية مما
يمس أمنهم واستقرارهم ، حتى لا يعلم الأعداء مواضع الضعف فيهم فيستغلوها ، أو
قوتهم فيتحصنوا منهم ، وكثير من هذا يحدث عبر جروب الوتس .
والإسـلام يحرم إشاعة ما يمس أعراض الناس وأسرارهم الخاصة ، كما قال
تعالى : ( إنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ
آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ) النور :19 . هذا هو الحكم الأخروي ، وبالنسبة
للحكم المترتب على الشائعة الكاذبة ـ في العرض ـ فهو حد القذف إن توفرت شروطه ،
وإلا فالتعزير . قال تعالى : ( وَالَّذِينَ
يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلا
تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَداً وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ ) النور :4 . . . وقال تعـالى : ( وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا
فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً)الأحزاب:58.
المطلب
الثالث : أنواع الشائعات
تصنَّف الشائعات غالبًا وَفْقًا لـ "عدة عوامل":
1-
أسلوب التخطيط
للشائعة : منظم ، عفوي ، شائعات المنافقين واليهود ...الخ .
2-
أسلوب سريانها وطريقة
انتشارها : أفقي - رأسي - زاحف ، ...الخ .
3-
الدوافع العقلية
والنفسية للمصدر .
4-
مضمون الشائعة
وموضوعها : ديني - اجتماعي - سياسي –
عسكري , ...الخ .
5-
الاتجاه الذي تسير
فيه الشائعة ، وأجواؤها .
6-
الهدف من الشائعة :
حب - كراهية – إثارة ، ...الخ .
7-
العمومية ، ومدى
انتشارها : لفئة – طائفة .
ولها تصنيفات وإدراكات ومعادلات ، مرتبطة بعلم الاجتماع والدراسات
النفسية في هذا الباب .
8-
شكل الشائعة : أسطورة
- نكتة - دعاية - إعلان - إعلام ـ ... الخ .
9-
الأداة المستخدمة ،
والوسائل المعتمد عليها في نشر الشائعة .
المطلب
الرابع : مكوِّنات الشائعات
مكونات الشائعات باعتبارها عملية اتصال على النحو الآتي :
1- الهدف من الشائعة ونشرها
:
تتنوَّع أهداف نشر الشائعات بين أهداف :
أ- نفسية معنوية : وأكثر استخداماتها
في الحرب النفسية ، وهي تسبق غالبا أي هجوم عسكري , بعد أي أنتصار عسكري
ب- سياسية : وتتمثَّل في
التشكيك في سياسة المؤسَّسات والمسئولين في الدولة .
ت- اجتماعية : تتمثَّل في
الشائعات التي يوجِّهها أفراد المجتمع لبعضهم البعض , لخصومة ، أو فتنة ، ولتعميق
الخلافات بينهم .
ث- اقتصادية : وتتمثل في
"شائعات الظروف الاقتصادية السيئة ، بهدف إثارة الفوضى والقلق بين أفراد
المجتمع " .
ج- عسكرية : تهدف إلى كسر رُوح
الإرادة في المقاتل ، وقتل رُوحه المعنوية المرتفعة .
ح- أخلاقية : وهي تشكِّك في
قِيَم وأهداف الأمة ورموزها لإسقاطها , رموزًا ومناهجَ صحيحة.
2- مروِّج الشائعة :
• وأول مَن روَّج الشائعة كان إبليس ،
وَسْوَس لآدم وحواء ، وقال لهما : ﴿ وَقَالَ مَا
نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ
أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ * وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ
﴾ الأعراف : 20 .
• ولا يزال الشيطان إلى الآن
يروِّج الشائعات .
• قال عبد الله بن مسعود ـ
رضي الله عنه : "إن الشيطانَ ليتمثَّل في صورة الرجل ، فيأتي القومَ
فيحدِّثهم بالحديث من الكذب ، فيتفرقون ، فيقول الرجل منهم : سمعتُ رجلاً أعرف
وجهه ، ولا أدري ما اسمه ، يحدِّث" .
• والكذَّاب والمُغتَاب ،
والنَّمَّام ، وأصحاب آفات اللسان غالبًا هم من مروِّجي الشائعات ، وأهدافهم
متنوعة , كما ذكرنا سابقا .
3- محتوى الشائعة :
يرتبط محتوى الشائعة بالهدف منها ، وتتنوع المحتويات تبعًا لذلك .
4- وسائل بث الشائعة :
هناك وسائل كثيرة ومتنوعة ومن أهمها ما يلي :
" اللسان - الكتابة - الصحف والمجلات - مواقع الإنترنت ، والشات ، والمنتديات " .
ومن الوسائل أيضا : التصريح , والتلويح , والإشارة , والإيماء ,
والرمز , والغمز , و...الخ .
5- جمهور الشائعة :
وهم المخاطَبون بها ، ومَن يسمعونها ويتناقلونها ، والتي هي موجَّهة
إليهم ، ومقصودون بها ، وهؤلاء قد يتحوَّلون من مستقبلين إلى مروِّجين لها ، من
حيث يشعرون أو لا يشعرون .
قال علي - رضي الله عنه -: "الناس ثلاثة : عالم ربَّاني ، ومتعلِّم
على سبيل نجاة ، وهَمَج رَعَاع , أَتْباع كلِّ ناعق ، يَمِيلُون مع كل ريح ، لم
يَستضيئوا بنور العلم ، ولم يلجئوا إلى ركن وثيق".
6- آثار الشائعة :
• وما يترتب عليها ، من تحقيقها لأهدافها ،
ووصولها للنتائج المخطط لها ، وكل آثار الشائعات سيئة ، وينتج عنها غالبًا آثارٌ
أخرى أسوأ منها , ومن ذلك هلاك الفرد وضياع الأمن والأمان في المجتمع , وتفريق
المجتمع وضياع وحدته , وانعدام الثقة بين أفراد المجتمع , وتمزيق المعنويات , وستر الحقائق وحجبها ,
وتحطيم مصادر الأخبار الحقيقية ,
وغير ذلك .
المطلب
الخامس : دوافع انتشار الشائعات
يروِّج البعضُ الشائعاتِ لعدَّة أهداف ، بعضها واضح ، وبعضها يُحِيط
به الغموض ، وتتنوَّع الأغراض والدوافع بشكل كبير , ومن أهمها ما يلي :
• العُدْوَانية : تجاه شخص أو جماعة ،
وإثارة الخوف ، وتغيير موقف الناس من المشاع عنه ، سلبًا أو إيجابًا .
• الإسقاط : يُسقِط مروِّج
الإشاعة ما يُضمِره في نفسه على شخص آخر أو أشخاص آخرين .
• التنبؤ : والإشارة إلى أحداث
مستقبلية تتطلب تهيئة الناس لها .
• الاختبار : وتكون الإشاعة هنا
أداة اختبار لقياس تأثير موضوع الإشاعة والآراء حوله .
• جذب الانتباه .
رمي الأبرياء بالتهم الكاذبة .
اللغو واللامسئولية في الكلمة وحب الثرثرة .
الظن والتسرع وعدم التأكد من صحة الأخبار .
المحافظة على الحكم والمصالح .
الحقد والحسد .
المطلب
السادس : عوامل انتشار الشائعة
الشائعة تحتاج إلى مجموعة من العوامل إذا ما اجتمعت فيها تجعلها أكثرَ
إمكانية للانتشار والرواج ، بل قد تحل محل الحقائق في أذهان بعض الناس ، نتيجة
للاستعداد النفسي عند هؤلاء الأفراد ، بالإضافة إلى عدم التثبت منها في عقولهم ،
وعدم التعامل معها بوعي وفطنة وعلم , وأهم هذه العوامل والأسباب ما يلي :
1- أهمية الشائعة : فإذا ما انطوى موضوع
الإشاعة على شيء من الأهمية بالنسبة للمتحدِّث والمستمِع , أدَّى ذلك إلى حرصه على
الاستماع لها ، ونقلها مع إضافة ما يزيد في انتشارها .
2- درجة الغموض : إذ إن بعض الدراسات -
التي أُجرِيت للتعرُّف على مدى تأثير غموض الشائعة في انتشارها - أثبتت أن الشائعة
تنتشر أكثر , حيث يكون هناك تعتيم إعلامي ، وغموض محيط بموضوعها.
3- التوترات الانفعالية : الشعور باليأس , وقد يسمع الفرد شائعة ، فيُضِيف
إليها انطباعاته ، مما قد يغيِّر ويحوِّل مسار الشائعة أو الخبر .
4- التفاعل الاجتماعي : كلما كان جو انتشار الشائعة يتسم بالتقارب
والتجانس بين أفراده , ساعد ذلك الشائعةَ
في الانتشار ، ويعبِّر عن ذلك العلماء بمصطلح " بيئة
الشائعة " , حيث توجد فيها الظروف الملائمة لانتشار الشائعة .
5- الضغوط
النفسية والمشكلات .
6- القلق
الشخصي .
7- حب
الفضول .
8- درجة الوعي
بمضمون الشائعة , فكلما قلَّت درجة الوعي بمضمون الشائعة كان ذلك مساعدًا لها على
الانتشار .
9- مضمون الشائعة .
10- القابلية للتصديق , موافقة
الخبر هوًى في نفس السامع يمنعه من التحقق منها ، بل يصدِّقها ويؤمن بها ، وينشرها
, مثل : "الانتصار - الهزيمة - التشيع للآراء
والمذاهب" ، وجعله غطاء على الأعين لقَبول الأخبار .
11- الخصائص الشخصية : المُشِيع
إذا كان فصيحًا عليم اللسان ، ويُجِيد عرض الشائعة فهو حقًّا الشخص المناسب لها ،
يقول الله - سبحانه وتعالى - عن المنافقين : ﴿
وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ
لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَة ﴾ [المنافقون : 4] .
وعن عمر بن الخطاب ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم
- : (( إنَّ أخوفَ ما أخاف على أمتي كلُّ منافقٍ عليم اللسان )) .
12- انعدام تسليط مَلَكة النقد
الذاتي : وعدم تكليف المستمع لنفسه أن يسأل الشائع عن مصدر شائعته ،
ويتثبَّت منها , فإذا ما قيل له : "بَلَغنا كذا..."
، فلا بد أن يسأل : هل هو صحيح ؟ نريد التأكد !
13- كون المُشِيع ممن تميل إليه
قلوب سامعيه : بحيث إنهم يحسنون الظن به لدرجة الغفلة عن الشك في كلامه ،
وعدم التثبت منه .
14- الفراغ : الفراغ يولِّد
الشائعات ، وقديمًا سمى السلف مَن يجلس فارغًا بـ : "عاطل ، بطَّال " ، ومَن تدنَّت همته ولم يجد بيئة كريمة تدفعه
إلى العطاء والإنجاز , وَلَغ في حضيض التفاهة ، ولم يُعرَف إلا بالقيل والقال ! !
15- عامل التربية : فإذا
كان جانب التربية ضعيف تمكنت الشائعة من الانتشار , وكلما كانت الشخصيات والأفراد
تربيتهم قوية أصَّلت فيهم منهج التحرِّي والتثبُّت , وطلَب الدليل والبرهان ,
فكانت التربية علمية وعملية , كان ذلك مِعْوَل هدمٍ للشائعة ، وحائطًا منيعًا
أمامها .
16- ضعف ذاكرة الناقل : مما
يدفعه إلى مَلْءِ الفراغات التي تسبَّبت فيها ذاكرتُه من عنده ، ومن ثَمَّ يحصل
فِقدان الضبط .
17- النقل الصحفي وصحافة الفضائح :
والتي تُكثِر من نشر الفضائح والإشاعات .
18- شهوة الكذب .
19- الأجواء التي خرجت فيها
الشائعة : مثل شائعة تطليق النبي - صلى الله عليه وسلم – لأزواجه ، في وقت
عقوبة النبي - صلى الله عليه وسلم - لنسائه واعتزالهن .
20- اختيار الوقت المناسب للشائعة.
المطلب
السابع : أسباب الشائعات
للشائعات أسباب كثيرة من أهمها :
أولاً : الهوى
فصاحبه دائمًا يعمل على تحسين ما هو عليه ، والدعوة إليه
بكلِّ وسيلة ، سواء كانت مشروعة أو غير مشروعة ، وردِّ كلِّ ما يخالف هواه ،
وانتقاده وتشويه والصد عنه ، قال تعالى : ﴿ أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ
هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ ... ﴾ الجاثية : 23
وقوله تعالى : ﴿ فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ
فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ
هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ ﴾ القصص : 50 .
يقول أبن
تيمية ( رحمه الله ) : كل مَن لم يتبع العلم فقد اتبع هواه ، والعلم بالدين لا
يكون إلا بهدى الله الذي بعث به رسوله - صلى الله عليه وسلم .
ثانيًا : الجهل
فبعض أبناء المجتمع يأخذ بهذه المفتريات والمختَلَقات ،
وينشرها بين أهله وأصدقائه وغيرهم على أنها حقائق مسلَّمة ثابتة لا تقبل الجدل ،
دون مراعاة ونظر لعواقبها الوخيمة وأضرارها الخطيرة ، فليس له همٌّ إلا أن يلوك
لسانه هنا وهناك وكأنه مكلَّف بذلك ولا يتمُّ دينه إلا به ، وهؤلاء غالبًا ما
يكونون مغترين بما هم عليه ، أو مغرَّرًا بهم من قِبَل أصحاب الهوى والشهوة
والشبهة , الذين اتَّخذوهم طريقًا وسبيلاً ليس فقط لنشر الشائعات ، بل لكلِّ أمر
يخدم أهدافهم ومصالحهم .
ثالثًا: النفاق
يقول الله تبارك وتعالى : ﴿ لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ
الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي
الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لاَ يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلاَّ
قَلِيلاً ﴾ الأحزاب : 60 .
وهو مرض خطير وشرٌّ مستطير ، عانت منه الأمة الإسلامية
أشدَّ المعاناة ، وذاقت بسببه الويلات ، وما من فتنة ولا شر إلا كان للمنافقين
اليد الأولى والطولى في إشعالها ونشرها ، وقد وصفهم الله سبحانه بأنهم هم العدوُّ ،
وحذَّر رسوله - صلى الله عليه وسلم – منهم , وذلك لأنهم يُظهِرون الإسلام ويبطنون
الكفر ، يبدون الصلاح والتقوى والإخلاص ويكتمون العداء والحقد والحسد والبغضاء .
وبِناءً على ذلك فإنهم لا يتورَّعون عن سلوك أيِّ طريق ، ولا يتركون
أيَّ وسيلة من أجل الوصول إلى ما يصْبون إليه : من هدم للإسلام وقضاء على المسلمين
، إشاعة ، أو إذاعة ، إرجافًا أو إخافة ، كذبًا أو بهتانًا ، مع ما يلازم ذلك من
تتبُّع للعورات ، وكشف للأستار ، رائدهم في ذلك تلك القاعدة الخبيثة : الغاية
تبرِّر الوسيلة .
رابعًا: مرض القلب
الذي يُصاب به ناقصو العقول ، وضعيفو الإيمان ، سفهاء الأحلام ، قليلو
العلم ، حتى يتمكَّن منهم ، ويتغلغل في نفوسهم ، وتتشرَّبه أفكارهم وأذهانهم ،
فتصبح الغيبة والنميمة وإشاعة الفتنة وتصدير الأخبار
وتوريدها على ما هي عليه من علاَّت وسوء ضرر - عادتَهم وديدنهم وخلاقهم وشأنهم
كلَّه ، فلا يهدأ لهم بال ، ولا يرتاح لهم ضمير ، ولا يقرُّ لهم قرار إلا بتولِّي
كبر هذه المحرمات بل الكبائر ، معللين لأقوالهم وأفعالهم ومدلِّلين بحجج واهية
ساقطة متردِّية متهافتة ، مع افتخارهم واعتزازهم بذلك .
خامسًا : محبة الإرجاف وإخافة الناس
وهذه أيضًا من صفات المنافقين وأساليبهم ، فنجد المصابين
بذلك يعملون بما أتوا من جهد على نشر كلِّ ما من شأنه إحداث
القلق والرُّعب في نفوس الآمنين صغارًا وكبارًا، ذكورًا وإناثًا، محقِّقين بهذا
الأسلوب رغبات شخصية ذاتية منبعها الشهوة والتشفِّي في إيذاء الآخَرين ، وإعطاء
أنفسهم المكانة الخاصة .
سادسًا : الفراغ المقرون بالشباب والغني :
يقول الناظم :
إِنَّ
الشَّبَابَ وَالفَرَاغَ وَالجِدَهْ مَفْسَدَةٌ
لِلْمَرْءِ أَيُّ مَفْسَدَهْ
ويلحظ أن أغلب مَن يتناقلون الشائعات أو يتحدثونها تتحقَّق فيهم هذه الدوافع
الثلاثة القوية والمؤثِّرة .
إن الشائعات بأسبابها
ومسبباتها من أقوى العوامل التي تخلُّ بالأمن المادي والمعنوي والفكري ، يؤيِّد
ذلك ما هو موجود في "بروتوكولات حكماء صهيون"، حيث إنها تضمَّنت بين
جنَبَاتها النصَّ على القيام بإحداث الشوشرة والشائعة
والضجة حول كلِّ ما يريد اليهود الخلاص منه أو تغييره .
المطلب
الثامن : كيف تنتقل الإشاعة من شخص إلى آخر؟
حينما يقوم ( س ) بإبلاغ ( ص
) بخبر ما , فإن ( ص ) يتلقى هذا الخبر ثم يعيد صياغته من جديد , وذلك بإضافة
معلومة جديدة للخبر أو بحذف معلومة منه وذلك حتى يصبح موضع الخبر أكثر ملائمة
لمستواه التعليمي والثقافي وطريقة تفكيره , وبعد قيام (ص) بعملية التحليل وإعادة
الصياغة هذه , يقوم بنقل الخبر إلى الذي بدوره سيعيد صياغته مرة أخرى ليصبح ذو
معنى بالنسبة له , بعد ذلك يقوم بنقله إلى آخرين , وهكذا دواليك ..
مما سبق يتضح لنا أن الإشاعة لكي تنتقل لابد لها أن تمر بعدة مراحل :
المرحلة الأولى : مرحلة الإبلاغ .
المرحلة الثانية : مرحلة التلقي .
المرحلة الثالثة : مرحلة الصياغة
والتحريف .
المرحلة الرابعة : مرحلة إعادة
التنوير والنشر .
§
تلقي الإشاعة :
هناك ثلاث طرق يتلقى بها الأشخاص الإشاعة
أولاً: التلقي النقدي : حينما يكون الشخص
ملماً بمعلومات وبقدر كاف من المعرفة حول موضوع الإشاعة فإنه يستطيع أن يستخدم
تفكيره النقدي في تحليل الخبر , وساعتها يكون لديه تتابع منطقي , فهو يسمع ثم يحلل
ثم ينقي الخبر من الشوائب ثم ينقله إلى شخص أخر نقياً خالصاً من الأكاذيب والمبالغات
الثانية: التلقي العاطفي : هي الحالة التي
يتلقى بها الشخص الإشاعة وهو تحت تأثير العاطفة وليس العقل , فهو يريد تصديق
الإشاعة حتى وإن لم تكن منطقية بالنسبة له وذلك لأن موضوع الإشاعة يشبع عاطفة أو
رغبة لديه .
الثالثة: التلقي المحايد :
حينما لا يملك المتلقي العقلية النقدية وحينما لا يكون تحت أي تأثير
عاطفي تجاه الخبر الذي يسمعه فإنه في هذه الحالة يكون حيادياً , أي أن الخبر لا
يمثل له أي أهمية , لذلك يتلقاه بعدم اكتراث ثم ينقله إلى شخص أخر بعدم
اكتراث أيضاً , لذلك تجده حينما ينسى بعض الكلمات أو الأرقام من الخبر الذي سمعه
فإنه يقوم بتعويض ما نقص من تلقاء نفسه , ومن هنا ندرك سر أن بعض الإشاعات تتضارب
فيها الأرقام صعوداً وهبوطاً .
المطلب
التاسع : الشائعات وخطرها على الأمن والمجتمع
إن الشائعات مرض خطير ، يهدد كيان أي أمة ، في أمنها واقتصادها
وتقدمها ، كما يؤدي إلى هلاك الفرد وضياع المجتمع ، فكم أهلكت من قرى وأبادت من
شعوب وجيوش ، وأوغرت من صُدور ، وزرعت من غلّ وحقد وحسد ، وكم خربت من بيوت ، وفي
عالمنا المعاصر ، وفي ظل التقدم والتطور في وسائل الاتصالات أصبحت الشائعات أكثر
رواجاً ، وأبلغ خطراً .
ولاشك أن الصراع البشري سيظل إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ، ومن
ثم فأهل الباطل الذين يسعون إلى الإفساد في الأرض وتخريبها لا يفترون في استخدام
كل وسيلة تعوق الحق عن مواصلة جهده ، وتحقيق أهدافه .
فأول الآثار التي تترتب على الشائعات , ضياع الأمن والأمان في المجتمع
، ولاشك أن نعمة الأمن من أجلّ النعم ، ولذا قال صلى الله عليه وسلم في الحديث
الصحيح : ( من أصبح منكم آمناً في سربه ، معافى في بدنه ، عنده قوت يومه ، فكأنما
حيزت له الدنيا بحذافيرها ) رواه الترمذي .".
وقد بيّن النبي صلى الله عليه وسلم أن الدنيا تجمع للعبد في ثلاثة أشياء
ومنها نعمة الأمن ، وقد كان صلى الله عليه وسلم يدعو في بداية كل شهر عربي عندما
يهل الهلال ، فيقول : ( اللهم أهلّه علينا بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام ربي
وربكَ الله ) "رواه أحمد .
كما أن الشائعات تؤدي إلى تفريق المجتمع وضياع وحدته ، وهذا ما فيه من
مخالفة ، يقول الله تعالى : ( واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا ) آل
عمران".
فإنه يؤدي إلى ضياع نعمة
الأمن وذلك بسبب شائعة كاذبة أدت إلى تفريق الصف وضرب وحدته ، مما يترتب عليه ضعف
المجتمع وضياع أمنه .
كما تؤدي الشائعات إلى انعدام الثقة بين أفراده ، فإذا انعدمت الثقة
بين أفراده ، ضاع أمن المجتمع .
ولذا لابد من إظهار حقيقة الشائعات وخطرها على أمن المجتمع، حتى يمكن
التصدي لها حماية للأمة من التفرق والتشرذم، وحماية لأمنها وأمانها.
ولاشك أن الشائعات جريمة ضد الدين وضد الوطن وأفراده، وأمنه وأمانه،
وصاحبها قد أجرم في حق دينه ووطنه ومجتمعه. فالشائعات تؤدي إلى اضطراب المجتمع
وانتشار الفوضى بين أفراده.
ومن العجب العجاب أن علماء العصر الحديث جعلوا الشائعات صورة من صور
الإرهاب ، وذلك لأنها تؤدي إلى خوف الناس ، وفزعهم ، وزعزعت استقرارهم ، وضياع
أمنهم وأمانهم.
فبسبب شائعة مغرضة يعيش الإنسان مهدداً في نفسه ، في ماله ، في أهله
وولده
ومن ثم فصاحب الشائعة يتبع هوى نفسه ، فهو إنسان مغرض لا يرى الحق ،
ولا يعرف الطريق المستقيم ، ولذا فهو يهدف إلى إسقاط إنسان ، أو أمة أو مجتمع ، أو
دولة .....الخ.
ومن ثم فقد فطن الرسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة الأحزاب ، حين
ظهرت طائفة من المنافقين الذين ينقلون الشائعات الكاذبة ، بغرض ضياع الأمن والأمان
بين جيش المسلمين ، وشق وحدته ، والعمل على تفريق الصف ، وقد تعلل هؤلاء المنافقون
بقولهم : ( إن بيوتنا عورة وما هي بعورة إن يريدون إلا فراراً) الأحزاب ."
فأظهر الله سبحانه وتعالى نفاقهم ، وبيّن أن هؤلاء لو خرجوا لكانوا
أشد فتنة ، وذلك لأنهم ينقلون الأخبار الكاذبة والشائعات المغرضة التي تؤدي إلى
ضياع الأمن والأمان وتفريق وحدة جيش المسلمين ، كما قال سبحانه وتعالى : (لو خرجوا
فيكم ما زادوكم إلا خبالاً ولأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة وفيكم سمّاعون لهم
والله عليم بالظالمين ) .
ومن ثم فالشائعات من الأسباب الرئيسة في إضاعة الأمن والأمان في
المجتمع ، علاوة على تفريق وحدة المجتمع ، فهي مطلب الفاسدين الذين يهدفون إلى
إسقاط المؤسسات وضياع الأمم ، وانتشار القتل ، وقطع الطرق ، وتضييع الحقوق .
ولذا على الأمة أن تفطن لمثل هذا المرض الخطير حتى لا يضيع أمنها ،
وحتى لا تُراق دماء أبنائها .
المطلب العاشر : كيف عالج
الإسلام الشائعات ؟
أولاً : عدّ الإسلام ذلك
سلوكا منبوذا ، منافيا للأخلاق النبيلة والسجايا الكريمة والمثل العليا التي جاءت
بها وحثت عليها شريعتنا الغراء من الاجتماع والمحبة والمودّة والإخاء ، والتعاون
والتراحم والتعاطف والصفاء ، وهل الشائعة إلا نسف لتلك القيم ومعول هدم لهذه
المثُل ؟ !
ثانياً : حذر الإسلام من الغيبة والوقيعة في الأعراض ، والكذب والبهتان
والنميمة ، بين الناس ، وهل الشائعة إلا كذلك ؟ !
ثالثاً : أمر بحفظ اللسان ، وأبان خطورة الكلمة ، وحرّم القذف ، وتوعّد مروجي الشائعات
بالعذاب الأليم , فقال سبحانه وتعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن
تَشِيعَ ٱلْفَـاحِشَةُ فِي الَّذِينَ ءامَنُواْ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي
الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ) النور : 19.
رابعاً : أن يقدم المسلم حسن الظن بأخيه المسلم ، قال تعالى : ( لَّوْلاۤ
إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ ٱلْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا
وَقَالُواْ هَـٰذَآ إِفْكٌ مُّبِينٌ ) النور : 12.
والشائعات مبنية على سوء الظن بالمسلمين ، والله عز وجل يقول : (
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنْ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ
الظَّنِّ إِثْمٌ ) الحجرات :12 ، وقد أخرج
الشيخان في صحيحيهما من حديث أبي هريرة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال : " إياكم والظن ,
فإن الظن أكذب الحديث ، ولا تحسسوا ولا تجسسوا ولا تنافسوا ولا تحاسدوا ولا
تباغضوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا " .
خامساً : حث الإسلام على
التثبت والتبيّن في نقل الأخبار ، وأن يطلب المسلم الدليل والبرهان على أية شائعة
يسمعها ، قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا
قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ) الحجرات : 6
.، وقرأ حمزة و الكسائي : فتثبَّتوا .
سادساً : أخبر سبحانه وتعالى أن الإنسان مسئول أمام
الله عز وجل ومحاسب عن كل صغير وكبير : ( مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ
لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ) ق :18 . وقال تعالى:
( إِذْ تَلَقَّوْنَهُ
بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ
وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ )
النور : 15 .
سابعا : نهى الإسلام أتباعه
أن يطلقوا الكلام على عواهنه ، ويُلغوا عقولهم عند كل شائعة ، وتفكيرَهم عند كل
ذائعة ، أو ينساقوا وراء كل ناعق ، ويصدّقوا قول كل دعيٍّ مارق ، أخرج الإمام مسلم
في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
: ( كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع ) ، وفي رواية : " كفى بالمرء
إثما " .
ثامناً : إرجاع الأمر لأهل
الاختصاص : يقول الله تعالى : (
وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوْ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ
وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ
الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ ) النساء :83 .
قال الشيخ السعدي : ( هذا تأديب من الله لعباده عن فعلهم غير اللائق ، و أنه ينبغي
لهم إذا جاءهم أمر من الأمور المهمة و المصالح العامة , ما يتعلق بسرور المؤمنين
أو الخوف الذي فيه مصيبة عليهم أن يتثبتوا و لا يستعجلوا بإشاعة ذلك الخبر ، بل
يردونه إلى الرسول و إلى أولي الأمر منهم , أهل الرأي و العلم و العقل الذين يعرفون المصالح
و ضدها . فإن رأوا في إذاعته مصلحة و
نشاطا للمؤمنين و سرورا لهم و تحرزا من أعدائهم : فعلوا ذلك , وإن رأوا عدم
المصلحة أو فيه مصلحة و لكن مضرته تزيد على مصلحته لم يذيعوه ) .
تاسعاً : التفكير في عواقب
الإشاعة , كما قال تعالى : ( أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا
عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ) فهلا تفكرت في نتائج الإشاعة , وتدبرت في
عواقبها .
وأخــيراً
أيها المسلم احذر أن تكون
أنت الانطلاقة لكل شائعة ، واحذر أن تكون مروجاً لهذه
الشائعات ، فإذا ما سمعت ـ أخي المسلم ـ بخبر
ما سواء سمعته في مجلس عام أو خاص ، أو
قرأته في مجلة أو جريدة ، أو انترنت أو
شاهدته في قناة فضائية أو سمعته في إذاعة ، وكان ما سمعته يتعلق بجهة ، مسلمة
، سواء كانت طائفة أو مجتمع أو شخص ، وكان الذي سمعته لا يسُرّ ، أو فيه تنقص أو
تهمة ، فلا تستعجل في تقبل الإشاعة دون استفهام أو اعتراض .
واحذر ترديد الإشاعة لأن في ترديدها زيادة انتشار لها مع إضفاء بعض بل
كثير من الكذب عليها وكما قيل : ( الكذبة كرة ثلجية تكبر كلما دحرجتها ) ، واحتفظ
بالخبر لنفسك لا تنقله لغيرك ، مع أن الذي ينبغي أن يبقى في نفسك هو عدم تصديق
الخبر , لأن الأصل إحسان الظن بالمسلمين
حتى يثبت بالبرهان والدليل والأدلة صدق هذا الاتهام , لأن القضية قضية دين
والمسألة مسألة حسنات وسيئات .
فليحافظ كل منا على دينه ووطنه وأمته ، وليحافظ كل منا على حسناته ، وسيعلم
الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون .
***والحمد لله رب العالمين***
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق