الثلاثاء، 12 أبريل 2016

الكافروالمسلم هنا سوى


هناااا

خطاب إعلامي ينبغي أن يكون 

وخـطـاب ديني يـجـب أن يبقى 

إن معركة المسلمين من عهد رسول الله لم تكن لفرض دين، أو عقيدة، أو مله، وإذلال الناس على ذلك. وإنما كانت من أجل الحرية، أو السيادة، أو نصرة المظلومين، أو ردع الظالمين والمعتدين، لذ نجد أن النبي صلى الله عليه وسلم عندما أرسل برقيته الى ملك الروم آنذاك وقتلوا سفير(رسول) رسول الله أعلن محاربته لهم حافظاً على سيادة الدولة الإسلامية ونصرة منه لسفير الدولة لدى الروم .
ثم إن الرسول عليه الصلاة والسلام قاتل اليهود ليس لأنهم يهود، أو لأنهم لم يدفعوا الجزية، بل لأنهم خالفوا الاتفاقيات الدولية، وغدروا بالمواثيق والعهود، وأبتدؤه بالحرب، فقاتلهم . وكذلك الحال مع مشركي مكة فلم يحاربهم رسول الله لفرض الدين عليهم، وإجبارهم عليه، فلا إكراه في الدين، إنما قاتلهم لأنهم منعوا الناس حريتهم، وأجبروا الضعفاء على الالتزام بدين الاصنام، وأخرجوا من خالفهم من بيوتهم وعذبوهم لمجرد أنهم عبروا عن أراءهم الدينية، وتحرروا من عبودية الأصنام.
الإسلام لا يأمرنا بقتال الكفار لكونهم كفار، أو النصارى لكونهم نصارى، ومن يستدل بحديث "أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله..." لقتال الكفار، فهو جاهل بالمعنى المراد بالحديث، لأن المراد بلفظ القتال هنا البراءة مما هم عليه، مع إقامة الحجة عليهم، ودعوتهم الي الدين الصحيح، بشتى الطرق والوسائل من حوار ومجادلة وتقديم الحق والحقيقة وتبصير الناس بالدين الحق وليس القتال المخضب بالدماء، فعبر بلفظ القتال عن هذا كله . ولو كان المراد هو القتال لما أستخدم لفظ العموم (الناس) لأنه بهذا الفظ قد أدخل النساء أو الأطفال من الذين لا يشهدون أن لا إله إلا الله مع أنه قد نهانا عن قتلهم إلا من كان محارب منهم. ثم لو كان القتال هنا محمول على السيف فلن يكن هناك دعوة أو حوار مع الكفار أو مراسلة الملوك ولن يكون هناك معاهدات واتفاقيات لأن كل ما في الأمر هو أن نقاتلهم بالسيف. لكننا نجد أن الرسول عليه السلام والسلام عقد معهم المعاهدات وراسل الملوك وحاور المشركين وأمن المستأمن وأمر بالإحسان الى المعتقلين وأشترى من اليهود ورهن ثوبه عند أحدهم ...الخ ، كل هذا مع أنه لم يشهدوا شهادة الإسلام .
ولو راجعنا كل الآيات والأحاديث المتعلقة بالقتال ، لما وجدنا أي دليل قطعي يلزمنا بمقاتل الكفار لكونهم كفار، أو اليهود لكونهم يهود،...الخ . وإنما نجد أن القتال يكون لصفات وأسباب سوأ كانت هذه الأسباب موجودة في الكافر أو في المسلم فكل من اتصف بها يُقاتَل ولا فرق فيها بين مسلم وكافر . فالكل يرضخ لمعاير أخلاقية وإنسانية لا معاير دينية كما قد يدعيه البعض، وهذا ما وجدنا في ديننا الإسلام (فمن قَتل يقتل، ومن أعتدى يعتدى عليه، ومن بغى يُقاتَل) سواء كان مسلم أو كفار فالناس هنا سواسية لا فرق، أما من غَير دينه الإسلام من المسلمين فيقتل ليس لكونه غَير دينه، فلا إكراه في الدين وإنما يقتل لأن العداوة والبغضاء التي كان يكنها في صدرة بدأ يظهرها من فلتات لسانه وطبيعة أفعالة وسيصبح بهذا طاغيا في حق المسلمين، مدعاة للكفر الذي لا يحتكم بالمعاير الإنسانية، ولا يتصف بالمعاير الأخلاقية،. كما جاء في الآية (فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا).
                                                                  بقلم / زكريا الشميري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق